اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 508
على عدم وقوعها، قال تعالى: ﴿وَيَقُولُونَ
مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ [الأنبياء: 38]
ولهذا رد عليهم القرآن الكريم بأن
أمرها بيد الله، وهو الذي يحدد أجلها، لا استعجالهم، قال تعالى: ﴿ بَلْ
تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ
يُنْظَرُونَ﴾ [الأنبياء: 40]، وقال: ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا
الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (71) قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ
بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ﴾ [النمل: 71، 72]
وأخبر عن التوبيخ الذي يلقونه في
جهنم، نتيجة اكتفائهم بالسؤال عن الساعة بدل التحضير لها، فقال واصفا حال المشركين
عندما تذكر أمامهم القيامة: ﴿ يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ﴾
[الذاريات: 12]، ثم رد عليهم متهكما بقوله: ﴿يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ
يُفْتَنُونَ (13) ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ
تَسْتَعْجِلُونَ﴾ [الذاريات: 13، 14]
وكل هذه الإجابات تدلك ـ أيها
المريد الصادق ـ على دواء مهم من أدوية العجلة والطيش، وهو الاهتمام بأداء الواجب،
لا بالنتيجة التي يؤول إليها.. فالعامل الصادق هو الذي يقدم عمله لله تعالى بكل
إخلاص وصدق وإتقان، ثم يتركه لله، ليربيه كيف يشاء، ويجازيه عليه متى شاء.
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 508