responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 506

وأول تلك المخاطر ما أشار إليه القرآن الكريم من كونها السبب في الحيلولة بين البشر والإيمان ومقتضياته، فقال: ﴿كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ ﴾ [القيامة: 20، 21]، وقال: ﴿إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا ﴾ [الإنسان: 27]

وهي تشير إلى ما يعبر عنه المغرورون بقولهم: (النقد خير من النسيئة)، أو (اليوم خمر وغدًا أمر)، أو (عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة)، ويقصدون بذلك اغتنام اللذات العاجلة الحاضرة، وعدم التضحية بها في سبيل اللذات الآجلة الغائبة.

ولهذا أخبر الله تعالى أنه يمدهم بما يريدونه، لكنه إمداد يضرهم، ولا ينفعهم، قال تعالى: ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا﴾ [الإسراء: 18]

وحال هؤلاء حال ذلك المريض الذي نهاه الطبيب عن بعض الأكلات التي قد تضره، لكنه راح لا يبالي لأن اللذات حاضرة، ونفسه تشتهيها، والمرض آجل، ولم يحن حينه، ولذلك لا يضر مثل هذا إلا نفسه.

وهكذا أخبر القرآن الكريم عن تسرع أقوام الأنبياء في الرد على أنبيائهم من غير إتاحة الفرصة لعقولهم لسماع حججهم، والنظر فيها، فقال مخبرا عن موقف ثمود من نبيهم صالح عليه السلام: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ (45) قَالَ يَاقَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [النمل: 45، 46]

وأخبر عن موقف عاد من نبيهم هود عليه السلام، واستعجالهم للعذاب الذي حذرهم منه، فقال: ﴿ فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا

 

اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 506
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست