وهكذا أخبر a عن السفهاء الذين يظهرون في أمته، ليشوهوا الدين بخفة عقولهم،
وعجلتهم، وتسرعهم في اتخاذ القرارات من غير علم ولا حكمة، فقال: (يأتي في آخر الزّمان
قوم حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من قول خير البريّة، يمرقون من الإسلام
كما يمرق السّهم من الرّميّة، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، فأينما لقيتموهم
فاقتلوهم، فإنّ في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة)([871])وفي
وصفه a لهؤلاء المنحرفين عن سنته
بحداثة السن، وسفاهة العقل، ما يشير إلى أن سبب ما وقعوا فيه استعجالهم، ذلك أن
الشباب مقترن في أصله بالعجلة الناتجة عن قلة الخبرة، ولذلك كان الشباب الحكيم هو
الذي يرجع للشيوخ والعلماء وأصحاب الخبرة، ولا يستبد بأي قرار دونهم، كما أشار إلى
ذلك قوله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ
سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ
عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ ﴾ [الأحقاف: 15]، وهي تشير إلى الاستواء
والاشتداد واكتمال العقل مرتبط بتلك السن.إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ
فاسمع لهذه الأدوية الربانية التي استخلصتها لك من أشجار الهداية المقدسة، فاشربها
بكل كيانك، عساها تنقذك من شر نفسك الأمارة، لتلبسك لباس نفسك المطمئنة.
العلاج المعرفي:
أول علاج تنطلق منه ـ أيها المريد
الصادق ـ للتخلص من العجلة وما يرتبط بها من مثالب علمك بخطرها وآثارها على حقيقتك
ومصيرك وجميع مصالحك.