responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 47

قبل أن تفقدوني، فو الّذي نفسي! بيده لا تسألوني عن شيء فيما بينكم وبين السّاعة، ولا عن فئة تهدي مائة وتضلّ مائة إلاّ أنبأتكم بناعقها وقائدها وسائقها، ومناخ ركابها، ومحطّ رحالها، ومن يقتل من أهلها قتلا، ومن يموت منهم موتا) ([36])فكل هؤلاء ـ أيها المريد الصادق ـ لم يكونوا من المعجبين بأنفسهم، ولكنهم كانوا معجبين بفضل الله عليهم.. وفرق كبير بين من يعجب بما عنده، وبين من يعجب بما أعطاه الله.. فالأول يتكبر ويُدل ويبطر.. والثاني يحمد الله، ويضع النعمة في محلها، ويتواضع لخلق الله، لعلمه أن تلك النعمة ليست منه، وإنما هي من ربه.ولذلك عرف الحكماء العجب بأنه (استعظام النعمة والركون إليها مع نسيان إضافتها إلى المنعم عز وجل)‌([37])

إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاعلم أن للعجب ـ كسائر مثالب النفس الأمارة ـ دوائين، لا يمكن أن ينال الشفاء أحد من دون استعمالهما.

العلاج المعرفي:

أما الأول.. وهو العلاج المعرفي.. فلا يمكن أن يتم إلا بعد التحقيق في ماهية العجب، والتفريق بينه وبين ما يشابهه من الأوصاف المحمودة.. حتى لا يزيل المداوي صفات أُمر بأن تتوفر فيه.

ولعل أقرب ما ييسر لك ذلك التفريق قوله تعالى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ الله وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾ [يونس: 58] في نفس الوقت الذي نهي فيه عن الفرح

 

 


[36] شرح الأخبار 1: 139، الحاكم في المستدرك (3394)

[37] إحياء علوم الدين 3/ 370.

اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 47
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست