اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 46
لأصحابه يوم أحد، وهو يحمل سيفا:
(من يأخذ هذا السيف بحقه؟)، فقام إليه رجال، فأمسكه عنهم، حتى قام إليه أبو دجانة،
فقال: وما حقه يا رسول الله؟ قال: (أن تضرب به فى وجه العدو حتى ينحنى)، فقال: أنا
آخذه بحقه يا رسول الله، فأعطاه إياه، وكان رجلا شجاعا يختال عند الحرب، فلما رآه a يتبختر قال: (إنها لمشية
يبغضها الله إلا فى مثل هذا الموطن) ([34])
وقال بعض من رآه يصفه: اتبعته،
فأخذ عصابة له حمراء فعصب بها رأسه، فقالت الأنصار: أخرج عصابة الموت، فخرج، وهو
يقول:
أنا الذى عاهدنى خليلى ونحن
بالسفح لدى النخيل
ألا أقوم الدهر فى الكيّول أضرب
بسيف الله والرسول فجعل لا يلقى أحدا من المشركين إلا قتله ([35]).فأبو دجانة ـ أيها المريد الصادق
ـ لم يكن معجبا بنفسه، ولكنه كان واثقا بها، وبقدراته، فلذلك قبل أن يحمل ذلك
السيف بشروطه.. وعندما سار متبخترا لم يكن مختالا، ولا مزهوا، ولا متكبرا، وإنما
كان فرحا بفضل الله عليه في حمل سيف رسول الله a والذب عنه.
وهكذا عندما قال يوسف عليه السلام
للملك: ﴿ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِني حَفِيظٌ عَلِيمٌ﴾
[يوسف: 55]، أو عندما قال لأصحابه في السجن: ﴿لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ
تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا
ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي﴾ [يوسف: 37]
وهكذا عندما كان الإمام علي يصيح
في المعرضين عنه، والمستبدلين به غيره: (سلوني