اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 45
أقبل إبليس وعليه برنس ذو ألوان
فلما دنا منه خلع البرنس وقام إلى موسى عليه السلام فسلم عليه فقال له موسى عليه
السلام: من أنت فقال: أنا إبليس، قال: أنت فلا قرب الله دارك، قال: إني إنما جئت
لأ سلم عليك لمكانك من الله تعالى، فقال له موسى عليه السلام: فما هذا البرنس؟
قال: أختطف به قلوب بني آدم، فقال له موسى: فأخبرني بالذنب الذي إذا أذنبه ابن آدم
استحوذت عليه، قال: إذا أعجبته نفسه واستكثر عمله وصغر في عينه ذنبه)([32])
وحكى عن داود عليه السلام أن الله
تعالى أوحى إليه، فقال: (يا داود بشر المذنبين وأنذر الصديقين)، فقال داود: كيف
أبشر المذنبين وأنذر الصديقين؟ فقال الله تعالى له: (يا داود بشر المذنبين أني
أقبل التوبة وأعفو عن الذنب، وأنذر الصديقين ألا يعجبوا بأعمالهم فإنه ليس عبد
أنصبه للحساب إلا هلك)([33])
وهكذا اتفق كل الحكماء على خطورة
العجب، وقد قال ابن مسعود: (الهلاك في اثنتين القنوط والعجب)، فانظر ـ أيها المريد
الصادق ـ كيف جمع بينهما، لأن كليهما يقعدان بالإنسان عن العمل الجاد.. مع أن
(السعادة لا تنال إلا بالسعي والطلب والجد والتشمر، والقانط لا يسعى ولا يطلب،
والمعجب يعتقد أنه قد سعد وظفر بمراده فلا يسعى والموجود لا يطلب والمحال لا يطلب،
والسعادة في اعتقاد المعجب حاصلة له ومستحيلة في اعتقاد القانط فبهذا جمع بينهما)
لا تحسبن ـ أيها المريد الصادق ـ أني
أقصدك بهذا، أو أقصد أولئك الذين امتلأوا ثقة بأنفسهم؛ فليس كل واثق بنفسه معجبا
بها.. وقد روي في الحديث أن رسول الله a قال