responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 48

بأشياء كثيرة([38]).

ذلك أن العجب هو نوع من الفرح الذي يعتري النفس.. فإن كان هذا الفرح بفضل الله، كان فرحا في محله، وإن كان فرحا بالنفس، كان بطرا وكبرا وانحرافا.أما الأول، وهو الفرح بالله، والإعجاب بفضله؛ فيثمر التواضع، وحمد الله، وشكره على نعمه، والخوف من التقصير في حقها، والذي يؤدي إلى سلبها.. ولذلك يكون الفرح مغمورا بالورع والتقوى والصلاح والعبودية.وأما الثاني، فيجعل الإنسان مستكبرا بطرا مزهوا.. كما وصف الله تعالى قارون الذي لم يفرح بخزائن أمواله لكونها رزقا ساقه الله إليه، وإنما فرح بها لتوهمه أنها منه، وله، كما قال تعالى: ﴿ إِنمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي﴾ [القصص: 78]

ولذلك، فإن أحسن علاج يعالَج به هذا الفرح الكاذب هو قراءة ما ورد في القرآن الكريم من عواقب الذين استفزهم وأغراهم ذلك الفرح إلى الدرجة التي تحولوا فيها إلى مناوئين للرسل، ومعادين لأولياء الله.وقد ذكر الله تعالى عاقبة إعجاب قارون بثروته وبيته وما آتاه الله من خزائن، فكان عاقبة أمره أن خسف الله به﴿وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ الله وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ (81) وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَن الله يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَن الله عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ﴾ [القصص: 81، 82]

وهكذا كان عاقبة صاحب الجنتين الذي شغله الإعجاب بهما عن شكر الله وحمده، وشغله عن الاستماع لصاحبه الناصح له، والذي قال من شدة الإعجاب: ﴿مَا أَظُن أَنْ تَبِيدَ

 


[38] شرحنا بتفصيل المواضع التي نهي فيها عن الفرح، في كتاب [لا تفرح]

اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 48
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست