اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 453
وقال: (الجهاد أربع: الامر بالمعروف،
والنهى عن المنكر، والصدق في مواطن الصبر، وشنآن الفاسق)([781])
وقال: (خذوا العطاء ما دام عطاء،
فإذا صار رشوة على الدين فلا تأخذوه ولستم بتاركيه، يمنعكم من ذلك المخافة والفقر،
ألا وان رحى الايمان دائرة، وان رحى الا سلام دائرة، فدوروا مع الكتاب حيث يدور،
ألا وان السلطان والكتاب سيفترقان ألا فلا تفارقوا الكتاب، ألا انه سيكون عليكم
أمراء ان أطعتموهم أضلوكم، وان عصيتموهم قتلوكم)، قالوا: فكيف نصنع يا رسول الله؟
قال: (كما صنع أصحاب عيسى ابن مريم حملوا على الخشب ونشروا بالمناشير، موت في طاعة
الله، خير من حياة في معصية الله) ([782])
وإياك ـ أيها المريد الصادق ـ أن
تتوهم أن هذه الأحاديث مرتبطة بواقع تاريخي معين؛ فالرسول a أعظم من أن تنحصر تعليماته ونصائحه وتوجيهاته بواقع دون واقع، أو
ببيئة دون بيئة..
فلذلك ابحث في واقعك عمن يمثلون
الحق، أو ينصرونه، لتكون سندا لهم، ونصيرا يؤيدهم ويعينهم، وإياك أن تتوقف عن ذلك
بحجة عدم تمييزك أهل الحق عن أهل الباطل، فقد وضع الله تعالى لأهل الحق علامات
واضحة، لا يزيغ عنها إلا من اتبع هواه.لقد قال الله تعالى يذكر تلك العلامات: ﴿يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ
يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى
الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ
وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [المائدة: 54]
فإن وجدت قوما ينصرون المستضعفين،
ويواجهون المستكبرين، ويتعرضون لكل