ولهذا اعتبر رسول الله a من يفعل ذلك، فيقتل، ليس شهيدا
فقط، وإنما سيد الشهداء، قال a: (سيد
الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله)
ولهذا قرن الله تعالى بين
الأنبياء والآمرين بالقسط من الناس، وأخبر أن كليهما تعرض للأذى بل للقتل، فقال:
﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ
بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ
بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [آل عمران: 21]،
ولهذا فإن التفريط في مثل هذه
الفرص لعوام المؤمنين، والتي تجعلهم في مرتبة واحدة مع الأنبياء والأولياء، خسارة
عظيمة، واحتقار عظيم للنفس، كما عبر رسول الله a عن ذلك، فقال:
(لا يحقرن
أحدكم نفسه أن يرى أمر الله تعالى فيه مقال، فلا يقول: يا رب خشيت الناس، فيقول: فإياي
كنت أحق أن تخشى)([775])
وقال: (ألا لا يمنعن رجلا مهابة
الناس أن يتكلم بالحق إذا علمه.. ألا إن أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر) ([776])