اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 450
الدين الأصيل، قال a: (ألا وإن السلطان والكتاب
سيفترقان ألا فلا تفارقوا الكتاب)([772])
وأخبر a أن
البغي لن يكون فقط في الجانب السياسي، وإنما سيمتد إلى الجانب الديني، وأن السلطات
الظالمة، ستقرب من يخدمها في هذا الجانب، ليؤدي دوره في الثورة المضادة للدين، بل
اعتبر a أن البغي المرتبط برجال الدين أخطر من البغي المرتبط برجال السياسة؛ ففي
الحديث قال a: (إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلون)([773])
وأخبر a
عن الوسيلة التي يستعملها الأئمة البغاة لتحقيق ثورتهم المضادة على الدين، وهي
تأويل القرآن، وتحريف معانيه لتنسجم مع مطالب السياسيين، وتحول الرعية إلى ذلك
الشكل الذي حولها إليه فرعون، كما قال تعالى عنه: ﴿فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ
فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ﴾ [الزخرف: 54]ولذلك
كله كان الاختبار الإلهي لهذه الأمة مرتبطا بمواجهة تلك التحريفات التي حصلت
للدين، والبحث عن الدين الإلهي الحقيقي الذي لم يحرف، ولم يبدل، ونصرته، والدعوة
إليه.
العلاج السلوكي:
إذا عرفت هذا ـ أيها المريد
الصادق ـ فاجعل من نفسك جنديا للحق، ووطن نفسك على نصرته، مهما كانت الظروف
والاختبارات التي تتعرض لها، ولو كان في ذلك حتفك، فقد قال الله تعالى في وصف
المؤمنين الصادقين: ﴿ الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ
وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ
حَسِيبًا﴾ [الأحزاب: 39]
وذكر مقولتهم لمن يخوفونهم من
الناس: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا
[772] رواه الطبراني في المعجم، 20/90، مجمع
الزوائد، 5/228.