اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 447
ولعل أولها ما ذكره الله تعالى عن
السحرة وجوابهم لفرعون، ففي كلمتهم القوية التي ألقوها أمام الجموع المحتشدة جميع
المعارف التي يحتاج إلى تعميقها في نفسه كل من يريد أن يتخلص من هذا المثلب.
لقد ذكر الله تعالى ـ تمهيدا لذكر
مقولتهم ـ التحدي
الذي واجههم به فرعون، ليبين عظمة الموقف الذي وقفوه، فقال: ﴿ قَالَ
آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي
عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ
وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ
عَذَابًا وَأَبْقَى﴾ [طه: 71]
وهذه الكلمات المقدسة التي حكاها
الله عنهم لم تكن مجرد كلمات، بل هي عقاقير وأدوية، بل هي صيدلية لكل المعاني
الطيبة التي تملأ المؤمن بالقوة والشجاعة لينصر الحق، ويقف مع أهله غير مبال بما
قد يصيبه في سبيله.وأول تلك العقاقير ما عبروا عنه بقولهم: ﴿لنْ نُؤْثِرَكَ
عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا﴾ [طه: 72]، وهو
يدل على أن إيمانهم كان مؤسسا على أدلة قوية، جعلته بالنسبة لهم واضحا بينا لا
يمكن أن يجادلهم فيه أحد.. وذلك يدل على أن السبب في خذلان
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 447