اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 401
تجتمع معالي الأمور مع سفسافها،
ولا علو الهمة مع دنوها.
وأول ذلك أن تخلص نفسك من أول
صفات اللؤماء، وهي الفحش.. فاللئيم لا يكون إلا فاحشا مقيتا.. يسرع إلى الخنا من
القول، ويتكلّف سبّ النّاس ويتعمّده.. ويجعله وسيلته للسيطرة عليهم.
ولذلك وردت النصوص المقدسة بتحذير
المؤمنين منه، وببيان العقاب الذي أحله الله به لتملأ النفوس رهبة من سلوك سبيله،
ففي الحديث أن رجلا استأذن على رسول اللّه a فقال: (ائذنوا له، بئس أخو العشيرة)، فلمّا دخل ألان له الكلام.
قلت: يا رسول اللّه، قلت الّذي قلت ثمّ ألنت له الكلام. قال: (إنّ شرّ النّاس من
تركه النّاس اتّقاء فحشه)([665])
وروي أنّ يهود أتوا النّبيّ a فقالوا: السّام عليكم، فقالت عائشة: عليكم، ولعنكم اللّه، وغضب
اللّه عليكم، فقال رسول الله a:
(مهلا يا عائشة، عليك بالرّفق، وإيّاك والعنف والفحش) قالت: أو لم تسمع ما قالوا،
قال: (أو لم تسمعي ما قلت، رددت عليهم فيستجاب لي فيهم، ولا يستجاب لهم فيّ)([666])
وروي أنه a قسم قسما، فقيل له: واللّه يا رسول اللّه لغير هؤلاء كان أحقّ به
منهم، قال: (إنّهم خيّروني أن يسألوني بالفحش أو يبخّلوني، فلست بباخل)([667])
وفي حديث آخر قالa: (الظّلم ظلمات يوم القيامة، وإيّاكم والفحش، فإنّ اللّه لا يحبّ
الفحش ولا التّفحّش، وإيّاكم والشّحّ، فإنّ الشّحّ أهلك من كان قبلكم، أمرهم
بالقطيعة فقطعوا، وأمرهم بالبخل فبخلوا، وأمرهم بالفجور ففجروا..)([668])