responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 400

وقال الإمام السجاد: (إني أكره أن أعبد الله ولا غرض لي إلا ثوابه، فأكون كالعبد الطمع المطمع، إن طمع عمل وإلا لم يعمل، وأكره أن لا أعبده إلا لخوف عقابه، فأكون كالعبد السوء، إن لم يخف لم يعمل)، قيل: فلم تعبده ؟ قال: (لما هو أهله بأياديه علي وإنعامه)([662])

وقال الإمام الرضا: (لو لم يخوف الله الناس بجنة ونار لكان الواجب أن يطيعوه ولا يعصوه، لتفضله عليهم وإحسانه إليهم وما بدأهم به من إنعامه الذي ما استحقوه)([663])

فارتق بهمتك ـ أيها المريد الصادق ـ لما ذكره أئمة الهدى، فلا تنال الهمة العالية إلا بذلك، وقد قال بعض الصالحين: (إن لله عبادا ليس يشغلهم عن الله خوف النار ولا رجاء الجنة فكيف تشغلهم الدنيا عن الله؟)([664])

وقيل لبعض العباد: (أي شئ هاجك إلى العبادة؟)، فسكت، فقيل له: (ذكر الموت)، فقال: (وأي شئ الموت؟)، فقيل له: (ذكر القبر والبرزخ)، فقال: (وأى شئ القبر؟)، فقيل له: (خوف النار ورجاء الجنة)، فقال: (وأي شئ هذا.. إن ملكا هذا كله بيده إن أحببته أنساك جميع ذلك وإن كانت بينك وبينه معرفة كفاك جميع هذا)

العلاج السلوكي:

إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ وعزمت على أن تتخلص من اللؤم والدناءة وما يرتبط بهما من الخسة والوضاعة، فعليك بكل أخلاق الكرام الطيبين أصحاب المروءة، وهي أخلاق متفق عليها بين جميع العقلاء والحكماء؛ فعليك بحمل نفسك عليها، فلا يمكن أن


[662] البحار: 70 / 210 / 33.

[663] عيون أخبار الرضا: 2 / 180 / 4.

[664] إحياء علوم الدين (4/ 310)

اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 400
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست