responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 380

وأرسل آخر لمريده الذي شكا له بعض المكدرات البسيطة التي تحول بينه وبين السير، يقول له: (من ذا الذي حصل له غرض ثم لم يكدر ؟ هذا آدم، طاب عيشه في الجنة، وأخرج منها، ونوح سأل في ابنه فلم يعط مراده، والخليل ابتلي بالنار، وإسماعيل بالذبح، ويعقوب بفقد الولد، ويوسف بمجاهدة الهوى، وأيوب بالبلاء، وداود وسليمان بالفتنة، وجميع الأنبياء على هذا.. وأما ما لقي محمد a من الجوع والأذى وكدر العيش فمعلوم، ويفوق الوصف) ([622])

ثم أنشده قول الشاعر:

طبعت على كدر وأنت تريدها ***   *** صفوا من الأقذاء والأكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها ***   *** متطلب في الماء جذوة نار

ولذلك لا تلتفت ـ أيها المريد الصادق ـ لتلك التبريرات والأعذار التي يختلقها الكسالى لأنفسهم؛ فهم لا يختلفون فيها عن أولئك الذين قعدوا عن نصرة رسول الله a، وركنوا إلى الدنيا ومتاعها القليل، وضيعوا الآخرة ومتاعها العظيم.

وقد وصف الله أولئك المتخلفين الكسالى أصحاب الأعذار الواهية ليكونوا عبرة للمعتبرين، فقال: ﴿وَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللَّهِ وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُو الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُنْ مَعَ الْقَاعِدِينَ﴾ [التوبة: 86]

وذكر فرحهم عند تخلفهم عن رسول الله a وعصيانهم لأوامر الله، فقال: ﴿فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ﴾ [التوبة: 81]

ثم بين أن ذلك الفرح الذي ركنوا إليه، وفرطوا في صحبة رسول الله a من أجله


[622] صيد الخاطر ص 441

اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 380
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست