اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 379
غثاء كغثاء السّيل، ولينزعنّ الله من
صدور عدوّكم المهابة منكم وليقذفنّ الله في قلوبكم الوهن)، فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟. قال: (حبّ الدّنيا وكراهية
الموت)([620])
إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاسمع لما ورد في النصوص المقدسة من وصفات علاجية يمكنها أن تخلصك من هذا
الداء العضال الذي يحجبك عن كل المكارم، ويحجب نفسك عن كل ما أتيح لها من كمال.
العلاج المعرفي:
أول علاج تنطلق منه ـ أيها المريد
الصادق ـ لإخراج نفسك من زمرة الكسلاء المتهاونين الممتلئين بالوهن هو أن تعرف بأن
الطريق إلى التزكية، والتحقق بحقائقها، ونيل ثمارها يستحيل مع الكسل والوهن، ذلك
أن الطريق جد، ولا يقوى عليه إلا أصحاب الجد والعزائم.
وقد أرسل بعض المشايخ لمريد له
رأى عزيمته لا تتناسب مع جهده، يقول له: (يا مخنث العزم أين أنت والطريق طريق تعب
فيه آدم، وناح لأجله نوح، ورمي في النار الخليل، وأضجع للذبح إسماعيل، وبيع يوسف
بثمن بخس ولبث في السجن بضع سنين، ونشر بالمنشار زكريا، وذبح السيد الحصور يحي،
وقاسى الضر أيوب، وزاد على المقدار بكاء داود، وسار مع الوحش عيسى، وعالج الفقر
وأنواع الأذى محمد a،
تزهى أنت باللهو واللعب)([621])
ثم أنشده قول الشاعر:
فيا دارها بالحزن إن مزارها
***
***
قريب ولكن دون ذلك أهوال