اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 378
140]
ولهذا يقترن ذكر مواثيق الله
تعالى وعهوده بالقوة، ذلك أنه لا يمكن أن ينفذها إلا الأقوياء أصحاب العزائم، كما قال
تعالى مخبرا عن موسى عليه السلام: ﴿وَكَتَبْنَا
لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ
فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ
دَارَ الْفَاسِقِينَ﴾ [الأعراف: 145]
وقال عن يحي عليه السلام:﴿يَا يَحْيَى
خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا﴾ [مريم: 12]
وأخبر أنه أخذ الميثاق على بني
إسرائيل بأن يأخذوا المواثيق مأخذ الجد، فقال: ﴿وَإِذْ
أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ
بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 63]
وقد أخبر رسول الله a أن القوة صفة من صفات المؤمن
الأساسية، فقال: (المؤمن القويّ خير وأحبّ إلى الله من
المؤمن الضّعيف، وفي كلّ خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن
أصابك شيء فلا تقل: لو أنّي فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل؛
فإنّ لو تفتح عمل الشّيطان)([619])
وأخبر أن السبب الأكبر في ضعف الأمة هو وهنها وكسلها وضعف همتها، بسبب ركونها إلى
الدنيا، ونفورها من دينها، فقال: (يوشك الأمم أن تداعى عليكم
كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومن قلّة نحن يومئذ؟. قال: (بل أنتم
يومئذ كثير، ولكنّكم