responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 381

ليس سوى ثمن قليل باعوا به نعيما عظيما، واشتروا به عذابا أليما، فقال: ﴿فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ [التوبة: 82]

وفي هذه الآية إشارة إلى ما للجزاء الإلهي من أدوار تربوية وإصلاحية للنفس؛ وقد روي عن بعض الصالحين أنه كان إذا أوى إلى فراشه، يقول: (اللهم إن ذكر جهنم لا يدعني أنام)، فيقوم إلى مصلاه([623]).

وروي عن آخر أنه كان يسهر الليل ويبكي، فعوتب على ذلك، فقال: (إني إذا ذكرت الجنة طال شوقي، وإذا ذكرت النار طار نومي)

وكان آخر ينام أول الليل، ثم ينتفض فزعاً مرعوباً ينادي: (النار النار، شغلني ذكر النار عن النوم والشهوات)، ثم يتوضأ، ويقول على أثر وضوئه: (اللهم إنك عالم بحاجتي غير معلم، وما أطلب إلا فكاك رقبتي من النار)

وقال آخر: (سهوت ليلة عن وردي ونمت فإذا أنا في المنام بجارية كأحسن ما يكون وفي يدها رقعة فقالت لي: أتحسن تقرأ؟ فقلت: نعم، فدفعت إلي الرقعة فإذا فيها([624]):

أألهتك اللذائذ والأماني ***   *** عن البيض الأوانس في الجنان
تعيش مخلدا لا موت فيها ***   *** وتلهو في الجنان مع الحسان
تنبه من منامك إن خيرا ***   *** من النوم التهجد بالقران

وقد أشار الشاعر إلى هذا المعنى، فقال يصف الصالحين وجدهم واجتهادهم:

إذا ما الليل أظلم كابدوه ***   *** فيسفر عنهم وهم ركوع
أطار الخوف نومهم فقاموا ***   *** وأهل الأمن في الدنيا هجوع

 


[623] هذه الروايات من كتاب: التخويف من النار والتعريف بحال دار البوار، لابن رجب، (ص: 37) فما بعدها.

[624] إحياء علوم الدين (1/ 355)

اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 381
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست