اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 351
شأن تلك العقوبات، ويبطلون مفعولا
من باب الهوى والأماني.
ومن تلك الأحاديث ما أخبر عنه
رسول الله a من استجابة
الله لدعوة المظلوم، حتى لو كان فاسقا أو كافرا، وحتى لو كان الظالم في ظاهره تقيا
صالحا، ومنها قوله a: اتقوا
دعوة المظلوم، وإن كان كافرا، فإنه ليس دونها حجاب) ([534])
وأخبر a عن سرعة إجابة الله تعالى لها، فقال:(اتّقوا دعوات المظلوم فإنّها
تصعد إلى السّماء كأنّها شرار)([535])
وأعظم بهذه العقوبة خطرا،
فالمظلوم لن يكتفي بالدعاء على ظالمه بما يتعلق بشؤون الدنيا، بل يضم إليها شؤون
الآخرة، وقد لا يتوقف دعاؤه على الفترة التي وقع فيها الظلم عليه، بل قد يمتد إلى
طول عمره.
وقد قال الشاعر معبرا عن
هذا المعنى:
يا بائعاً بالغش أنت مُعَرّض
***
***
لدعوة مظلوم إلى سامع الشكوى
فكل من حلال وارتدع عن محرم
***
***
فلست على نار الجحيم غداً تقوى
وقال آخر:
لا تظلمنّ إذا ما كنت مقتدرا
***
***
فالظلم آخره يأتيك بالندم
نامت عيونك والمظلوم منتبه
***
***
يدعو عليك وعين الله لم تنم
وقال آخر:
يا أيّها الظّالم في فعله
***
***
فالظّلم مردود على من ظلم