responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 352

أما في الآخرة؛ فقد أخبر رسول الله a أن الظالم يعاقب بجنس عمله، وبما أنه حجب الحقائق عن نفسه في الدنيا، وقلبها وغيرها؛ فإنه في الآخرة سيعيش وسط الظلمات التي شكلها لنفسه في الدنيا، وذلك في الوقت الذي يكون فيه أحوج ما يكون إلى النور، قال a: (اتقوا الظّلم فإنّ الظّلم ظلمات يوم القيامة، واتّقوا الشّحّ فإنّ الشّحّ أهلك من كان قبلكم. حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلّوا محارمهم)([536])

وقال: (إيّاكم والشّحّ فإنّه أهلك من كان قبلكم، أمرهم بالظلم فظلموا وأمرهم بالقطيعة فقطعوا، وأمرهم بالفجور ففجروا، وإيّاكم والظّلم فإنّ الظّلم ظلمات يوم القيامة، وإيّاكم والفحش فإنّ الله لا يحبّ الفحش ولا التّفحّش)، فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله! أيّ المسلمين أفضل؟ فقام رجل فقال: يا رسول الله، أي الإسلام أفضل؟ قال: (أن يسلم المسلمون من لسانك ويدك) ([537])

وأخبر a عن البلايا العظيمة التي يتعرض لها الظلمة كل حين، وهم يتعرضون لمن آذوهم وظلموهم طالبين القصاص منهم، قال a: (إذا خلص المؤمنون من النّار حبسوا بقنطرة بين الجنّة والنّار، فيتقاصّون مظالم كانت بينهم في الدّنيا)([538])

وأخبر a عن مضاعفة الله تعالى للظالمين العقوبة، بسبب آثارها، فقال: (من أخذ شبرا من الأرض ظلما طوّقه إلى سبع أرضين)([539])

فتفكر ـ أيها المريد الصادق ـ في كل هذه العقوبات، واملأ بها عقلك وقلبك، وكلما حدثتك نفسك بظلم أي أحد؛ فتذكرها لتردعك، وتحميك من شر نفسك، فالخوف سوط


[536] مسلم(2578) وخرج البخاري أوله من حديث ابن عمر الفتح 5(2447)

[537] أحمد (11/ 26)، وابن حبان (5176)

[538] البخاري [فتح الباري]، 5(2440)

[539] البخاري [فتح الباري]، 5(2452) ومسلم(2610)

اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 352
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست