responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 330

فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ&﴾ [آل عمران: 75]

فالموبقات والذنوب مثلها مثل المنجيات والحسنات قيم ثابتة تطبق مع جميع الناس، وفي جميع الأحوال، ومن راح يميز في معاملته بين قوم وقوم، يكون كاذبا في دعواه.. ولذلك قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ [المائدة: 8]

ولهذا أخبر الله تعالى عن السجناء أنهم قالوا ليوسف عليه السلام: ﴿ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [يوسف: 36]، وهو يدل على أن معاملته لهم لم تكن تختلف عن معاملته مع أبيه وإخوانه وأهل بيته..

وإياك أن تتعود على إطلاق الوعود، حتى لو كانت بسيطة؛ فإن خلفها من أعظم الكذب، وقد قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾ [المائدة: 1]

وأثنى الله تعالى على نبيّه إسماعيل عليه السلام بأنه ﴿كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا﴾ [مريم: 54]، وقد روي عن الإمام الصادق أنه قال: (إنّما سمّي إسماعيل صادق الوعد لأنّه وعد رجلا في مكان فانتظره في ذلك المكان سنة؛ فسمّاه الله صادق الوعد، ثمّ إنّ الرّجل أتاه بعد ذلك فقال له إسماعيل: ما زلت منتظرا لك)([499])

وهكذا روي عن النبي a، فقد حدث بعضهم قال: بايعت النّبي a فوعدته أن آتيه بها في مكانه ذلك، فنسيت يومي والغد فأتيته في اليوم الثالث وهو في مكانه، وقال: يا فتى قد شققت عليّ أنا هاهنا منذ ثلاث أنتظرك)([500])


[499] رواه الصدوق في العلل باب 67.

[500] أبو داود ج 2 ص 595. والبغوي في المصابيح 2 ص 154.

اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 330
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست