responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 329

الخطيرة التي نص عليها قوله تعالى: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا ﴾ [النساء: 145]

إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ وعلمت أن الكذيبة تؤدي إلى الكذبة، والكذبة تؤدي إلى الافتراء والبهتان والإفك، وكلها تنتهي إلى النفاق؛ فاحذر من مبادئ الكذب حتى لا تقع في مستنقعاته وأوحاله.

وإياك أن تتوهم ـ أيها المريد الصادق ـ أن عقوبة الكاذب مؤجلة للآخرة، لا.. ليس كذلك.. بل هي معجلة في الدنيا، وقد ورد في الحديث عن رسول الله a أنه قال: (إنّ العبد ليكذب الكذب فيتباعد الملك عنه مسيرة ميل من نتن ما جاء به)([497])

وفي حديث آخر قال a: (رأيت كان رجلا جاءني فقال: قم فقمت معه فإذا أنا برجلين أحدهما قائم والآخر جالس، بيد القائم كلّوب من حديد يلقمه في شدق الجالس فيجذبه حتّى يبلغ كاهله، ثمّ يجذبه فيلقمه الجانب الآخر فيمدّه فإذا مدّة رجع الآخر كما كان فقلت للّذي أقامني: ما هذا؟ فقال: هذا رجل كذّاب يعذّب في قبره إلى يوم القيامة)([498])

العلاج السلوكي:

إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاجعل بينك وبين الكذب آلاف الحواجز، ولا تفت لنفسك بأي فتوى، قد تجعلك تغرق في أوحاله، ثم لا تستطيع أن تخرج منها.

وأول ذلك أن تحذر كل الحذر من أن تكون كأولئك اليهود الذين استحلوا الموبقات إن كانت مع غيرهم، كما قال تعالى: ﴿وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا


[497] الترمذي ج 8 ص 147.

[498] البخاري ج 9 ص 56.

اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 329
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست