اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 316
وفي حديث آخر قال رسول الله a: (ما من عبد يسترعيه
الله رعيّة، يموت يوم يموت وهو غاشّ لرعيّته إلّا حرّم الله عليه الجنّة)([462])
وانتبه جيدا ـ أيها المريد الصادق ـ الذي قال فيه رسول الله a: (من غشّ فليس منّي)، فليس هو
كما يرويه الناس، ويذكرون أن رسول الله a خص بالغش المؤمنين، فقال: (من
غشّنا فليس منّا)، فالغش محرم مطلقا، للمسلم وغير المسلم، وقد قال رسول الله a: (ألا من قتل نفسا
معاهدا له ذمّة الله وذمّة رسوله فقد أخفر بذمّة الله فلا يرح رائحة الجنّة، وإنّ
ريحها ليوجد من مسيرة سبعين خريفا)([463])
وهكذا
نهى رسول الله a عن الخديعة والمكر والغش في كل شيء، ففي الحديث عنه
قال: (أهل النّار خمسة: الضّعيف الّذي لا زبر([464])
له، الّذين هم فيكم تبعا لا يتبعون أهلا ولا مالا. والخائن الّذي لا يخفى له طمع([465])
وإن دقّ إلّا خانه، ورجل لا يصبح ولا يمسي إلّا وهو يخادعك عن أهلك ومالك) وذكر
البخل أو الكذب، والشّنظير([466]) الفحّاش)([467])
وفي
حديث آخر عن عبد الله بن عمر أنّ رجلا ذكر للنّبيّ a، أنّه يُخدع في البيوع؛
فقال: لا خلابة([468]))([469])
وقال a:
(ثلاث لا يكلّمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكّيهم ولهم عذاب