اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 315
الخديعة والمكر.
وإياك أن تكون من أولئك الذين يضعون أقنعة مختلفة، ليحتالوا
على الجميع، ﴿مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى
هَؤُلَاءِ ﴾ [النساء: 143]، فقد أخبر رسول الله a أنهم شر
الناس، فقال: (إن شر الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه)([457])
وقال: (من كان له وجهان
في الدنيا كان له يوم القيامة لسانان من نار)([458])
إلا إذا كان قصدك من
ذلك الاحتيال للإصلاح بين المختلفين، فقد قال رسول الله a: (ليس الكذّاب الّذي يصلح بين النّاس، ويقول خيرا
وينمي خيرا) ([459])،
قال الراوي: ولم أسمع يرخّص في شيء ممّا يقول النّاس إلّا في ثلاث: الحرب،
والإصلاح بين النّاس، وحديث الرّجل امرأته، وحديث المرأة زوجها) ([460])
وإياك
أن تتوهم أن الخداع والمكر والكيد خاص بأقوام الأنبياء عليهم السلام، أو بما يرتبط
بالدين؛ فقد يدخل الخداع في أي شيء تمارسه في حياتك.. وقد ورد في الحديث أنّ رسول الله a مرّ على صبرة طعام فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللا، فقال: (ما هذا يا
صاحب الطّعام؟) قال: أصابته السّماء يا رسول الله. قال: (أ فلا جعلته فوق الطّعام
كي يراه النّاس؟ من غشّ فليس منّي)([461])