responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 299

([432])

و قال: (من ذبَّ عن لحم أخيه بالغيبة كان حقاً على الله أن يعتقه من النار) ([433])

ولا تكتف بهذا ـ أيها المريد الصادق ـ إن أردت تهذيب نفسك وتصفيتها، فلا تكفي العزيمة على ترك الغيبة في المستقبل، بل عليك البحث في ماضيك، ومن اغتبتهم، لتصلح ما أخطأته في حقهم، حتى لا يخاصمونك عند الله يوم القيامة.

فإن كنت تعرف من اغتبته، ورأيت أن طلبك إبراء الذمة منه لن يؤثر فيه، أو يغضبه، فاستحل منه، وقد ورد في الحديث عن رسول الله a أنه قال: (من كانت لأخيه عنده مظلمة في عرض أو مال فليستحللها منه من قبل أن يأتي يوم ليس هنالك دينار ولا درهم إنّما يؤخذ من حسناته فإن لم تكن له حسنة أخذ من سيّئات صاحبه فزيدت على سيّئاته)([434])

وقد وصف بعضهم كيفية ذلك، فقال: (تمشي إلى صاحبك وتقول: كذبت فيما قلت، وظلمت وأسأت فإن شئت أخذت بحقّك وإن شئت عفوت)

وإن رأيت أن ذلك يؤذيه ويحرجه ويجرحه، فاكتف بالدعاء له وذكر محاسنه لتكفر عن خطيئتك باغتيابه، كما ورد في الحديث عن رسول الله a أنّه قال: (كفّارة من اغتبته أن تستغفر له)([435])، وقد قال رسول الله a: (اتّق الله حيثما كنت وأتبع السّيّئة الحسنة تمحها وخالق النّاس بخلق حسن) ([436])

وقد جمع الإمام الصادق بين الأمرين، فقال: (إن اغتبت فبلغ المغتاب فاستحلّ منه،


[432] أحمد،6/450،والترمذي، 1931.

[433] أحمد، 6/461.

[434] أحمد ج 2 ص 506.

[435] ابن أبي الدنيا في الصمت.

[436] رواه الترمذي (1987)، ورواه أحمد (5/ 153، 158، 228، 236)، والدارمي (2794)

اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 299
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست