responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 298

كانت عقوبة عجلت، وإن كان على غير ما تقول، كانت حسنة لم تعملها) ([429])

وكتب آخر إلى رجل كان يغتابه: (أما بعد، فإنه لم يمنعني أن أكتب إليك أن تتزايد ممَّا أنت فيه إلا كراهية أن أعينك على معصية الله، واعلم أني أرتع في حسناتك كما ترعى الشاة الخضر، والسلام) ([430])

إذا عرفت كل هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاجتهد أن تمسك لسانك عنها، وأن تبتعد عن كل المجالس التي تدعوك إليها، واعلم أن الشيطان قد يجرك للجلوس فيها، لتلتذ بها من غير أن تشارك فيها، موهما لك، ولمن تجلس معهم أنك تقي ورع، مع أن نفس مجالستك لهم، وسكوتك عن الإنكار عليهم غيبة، بل ربما تكون أشد منها.

هي تشبه تماما ما يطلق عليه التدخين السلبي، فذلك الذي يجلس بين المدخنين، تسري إليه أمراضهم والهواء النتن الذي يفرزونه، وهو يزعم لنفسه أنه بعيد عن التدخين، ولم يبتل به.

ولذلك، فإنك بين أمرين: إما أن تفارق تلك المجالس، أو تقوم بالإنكار عليهم، وإلا كنت شريكا لهم، فمن كثر سواد قوم كان منهم، وقد ورد في الحديث عن رسول الله a أنه قال: (ما من امرئٍ يخذل امرؤاً مسلماً في موضع تنتهك فيه حرمته، وينتقص فيه من عرضه، إلا خذله الله في موطنٍ يحب فيه نصرته، وما من امرئٍ ينصر مسلماً في موضع ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته، إلا نصره الله في موطنٍ يحب فيه نصرته)([431])

وفي حديث آخر قال a: (من ردّ عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة)


[429] سير أعلام النبلاء: 6/ 264.

[430] ترتيب المدارك: 1/ 450.

[431] أبو داود، 4884، وأحمد، 4/30.

اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 298
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست