اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 297
فقال: (المفلس من أمّتي يأتي يوم
القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم
هذا، وضرب هذا؛ فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته. فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى
ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه. ثمّ طرح في النّار) ([424])
ولهذا روي عن بعض الصالحين أنه
قيل له: (إن فلانًا قد اغتابك)، فبعث إليه طبقًا من الرطب، وقال: (بلغني أنك
أهديتَ إليَّ حسناتِك، فأردتُ أن أكافئك عليها، فاعذرني، فإني لا أقدر أن أكافئك
بها على التمام) ([425])
وقيل لآخر: بلغني أنك تغتابني، فقال: (لم يبلغ قدرك عندي أن أُحكِّمَك في حسناتي)
وقيل لآخر: إن فلانًا يغتابني، فقال: (قد جلب لك الخير جلبًا)
([426])
وقال آخر: (لولا أني أكره أن
يُعْصى الله، لتمنيت أن لا يبقى أحد في المصر إلا اغتابني، أي شيء أهنأ من حسنات
يجدها الرجل في صحيفته لم يعمل بها؟!)([427])
وقال آخر: (لو كنت مغتابًا أحدًا
لاغتبت والديَّ؛ لأنهما أحق بحسناتي)
وقال آخر: (يا مكذب، بخلت بدنياك على أصدقائك، وسخوت بآخرتك على أعدائك، فلا أنت فيما بخلت به معذور، ولا أنت
فيما سخوت به محمود) ([428])
وقال آخر: (إذا بلغك عن أخيك ما يَسُوؤك، فلا تغتم، فإنه إن كان كما يقول،