اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 296
وأخبر عن بعض صور ذلك العذاب، فقال: (لـمَّا عُرج بي مررت
بقومٍ لهم أظفار من نحاس، يخمشون وجوههم، وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال:
هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم)([420])
وأخبر عن الجزاء الوفاق
الذي يناله من تتبع عورات إخوانه، فقال: (يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمانُ
قلبَهُ، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتَّبعوا عوراتِهم؛ فإنه من اتّبعَ عوراتِهمْ
يتّبع الله عورتَهُ، ومن يتبعِ الله عورته، يفضحْهُ في بيته)([421])
وشبه a الغيبة
بالربا، واعتبر أنها أربى الربا، مع أن الله تعالى توعد المرابين بالمحاربة، فقال:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ
مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا
بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ [البقرة: 278، 279]
فقد ورد في الحديث عن رسول الله a أنه قال: (إن من أربى الرِّبا
الاستطالة في عرض المسلم بغير حق) ([422])
وفي حديث آخر أن بعضهم سأل النبي a مسائل تتعلق بالقرض وغيره، وكان يقصد الورع عن
الربا، فقال له رسول الله a: (عباد
الله، وضع الله عنكم الحرج، إلا من اقترض من عرض أخيه شيئاً فذلك الذي حرج، وهلك)
([423])
ولا تكتف ـ أيها المريد الصادق ـ بتذكير
نفسك بهذه العقوبات، بل أضف إليها تلك الحسرة التي يجدها من يجد حسناته التي تعب
في جمعها في الدنيا، تذهب في الآخرة إلى أولئك الذين اغتابهم، حتى ينالوا حقهم
منه، كما أخبر رسول الله a عن
ذلك في حديث المفلس،