responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 286

يعنيه)([393])

ولهذا ورد في أوصاف رسول الله a أنه كان (يكثر الذّكر، ويقلّ اللّغو، ويطيل الصّلاة، ويقصر الخطبة، ولا يأنف أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي له الحاجة)([394])

وإياك ـ أيها المريد الصادق ـ بعد هذا أن تخوض في الباطل، أو تسعى لإرضاء جلسائك بإسخاط الله، فأنت مكلف بإرضاء الله، لا بإرضاء خلقه، وقد قال رسول الله a: (إنّ الرّجل ليتكلّم بالكلمة من رضوان الله ما يظنّ أنّها تبلغ به ما بلغت، فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم القيامة، وإنّ الرجل ليتكلّم بالكلمة من سخط الله ما يظنّ أنّها تبلغ به ما بلغت فكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم القيامة)‌([395])

وتحدث رسول الله a عن أولئك الذين يريدون أن يظهروا للناس بصورة الظرفاء خفيفي الدم، ولو في معصية الله، فقال: (إنّ الرّجل ليتكلّم بالكلمة يضحك بها جلساءه يهوى بها أبعد من الثريّا)([396])

ولهذا كان بعض الصالحين يمر بالمجالس، فيسمع خوضهم في الباطل، فيقول لهم: (توضّؤوا فإنّ بعض ما تقولون شرّ من الحدث)

وعليك ـ أيها المريد الصادق ـ بعد كل هذا أن تستفيد من كل ما ذكره الحكماء وتلاميذ النبوة في كيفية حفظ اللسان، وتوجيهه الوجهة الصحيحة، فالحكمة ضالة المؤمن، وأين وجدها، فهو أحق بها.

ومن تلك الحكم ما عبر عنه ابن عبّاس بقوله ـ ملخصا موارد الكلام الطيب ـ: (خمس


[393] مالك في الموطأ (2/ 903) والترمذي(2317) وقال: هذا حديث غريب.

[394] النسائي(3/ 109)

[395] ابن ماجه في حديث، 3969، وأحمد ج 3 ص 469.

[396] البغوي في المصابيح ج 2 ص 153، وابن أبي الدنيا.

اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 286
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست