responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 284

أو نهيا عن منكر أو نطقا بحاجتك في معيشتك الّتي لا بدّ لك منها، أتنكرون‌ ﴿إِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ ﴾ [الانفطار: 10، 11] ﴿ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 17، 18]، أما يستحي أحدكم أن لو نشرت عليه صحيفته الّتي أملاها صدر نهاره كان أكثر ما فيها ليس من أمر دينه ولا دنياه)

وقال آخر: (إنّ الرّجل ليكلّمني بالكلام لجوابه أشهى إليّ من الماء البارد على الظمآن، فأترك جوابه خيفة أن يكون فضولا)

ولهذا قال رسول الله a: (طوبى لمن أمسك الفضل من لسانه، وأنفق الفضل من ماله)([385])

وقد كان a لأجل ذلك ينهى المبالغة في الكلام والتقعر فيه، قال a:: (إنّ من أحبّكم إليّ وأقربكم منّي مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا، وإنّ أبغضكم إليّ وأبعدكم منّي مجلسا يوم القيامة الثّرثارون والمتشدّقون والمتفيهقون)، قالوا: يا رسول اللّه قد علمنا الثّرثارون والمتشدّقون. فما المتفيهقون؟ قال: (المتكبّرون)، وقال: (شرار أمتي الذين غذوا بالنعيم يأكلون ألوان الطعام ويلبسون ألوان الثياب ويتشدقون في الكلام) ([386])

ثم إن عليك ـ أيها المريد الصادق ـ أن تراعي في كلامك مشاعر غيرك؛ فلا تجرحها، ولا تحرجهم، ولا تؤذهم، فإن أعظم وسائل الشيطان للإذية والتفريق اللسان، وقد ورد في الحديث عن رسول الله a: (إنّ الله يرضى لكم ثلاثا، ويكره لكم ثلاثا. فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله‌ جميعا ولا تفرّقوا، ويكره لكم قيل


[385] رواه ابن شعبة في التحف ص 30 والبيهقي، الدر المنثور ج 2 ص 221.

[386] رواه ابن أبي الدنيا والبيهقي في الشعب.

اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 284
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست