responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 283

 

من لزم الصّمت اكتسى هيبة ***   *** تخفي على النّاس مساويه
لسان من يعقل في قلبه ***   *** وقلب من يجهل في فيه

وقال آخر:

عجبت لإدلال العييّ بنفسه ***   *** وصمت الّذي قد كان بالقول أعلما
وفي الصّمت ستر للعييّ وإنّما ***   *** صحيفة لبّ المرء أن يتكلّما

ثم عليك ـ أيها المريد الصادق ـ أن تراعي في لسانك ما تراعيه في سائر جوارحك، من عدم تحريكه إلا وفق ما ضبطته به الشريعة الحكيمة؛ فلا تتكلم إلا حيث ترى الكلام نافعا، وما عدا ذلك انشغل بالصمت إلا عن ذكر الله.

وقد أعطى رسول الله a قاعدة لذلك، فقال: (كلّ كلام ابن آدم عليه لا له إلّا أمر بمعروف، أو نهي عن منكر، أو ذكر الله)([383])

وفي حديث آخر قال a: (لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله، فإنّ كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب، وإنّ‌ أبعد النّاس من الله القلب القاسي)([384])

ولذلك ابتعد ـ أيها المريد الصادق ـ عن فضول الكلام وحشوه، وما لا حاجة لك فيه؛ فقد يدفعك الشيطان إلى أن تتكلم ببعض الخير، ثم يزينه لك، ثم يملي عليك حينها كل ما يريده، فلذلك إن أديت مقصودك بكلمة واحدة فاكتف بها، ولا تتبعها بالثانية، فقد تحبط كل ما ذكرته في الأولى.

وقد قال بعض الحكماء في هذا: (إنّ من كان قبلكم كانوا يكرهون فضول الكلام، وكانوا يعدّون فضول الكلام ما عدا كتاب الله تعالى وسنّة رسول الله a أو أمرا بمعروف


[383] رواه الترمذي(2412) وقال: حديث حسن غريب، وابن ماجة(3974)

[384] الترمذي(2411) وقال: هذا حديث حسن غريب.

اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 283
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست