اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 24
وروي أنه قال لصاحب له: تعال حتى
نؤمن ساعة، فقال صاحبه: أولسنا بمؤمنين؟ قال: (بلى، ولكنا نذكر الله فنزداد
إيمانا) ([4])
وقد صدق في ذلك، فالإيمان الحقيقي
هو إيمان الذاكرين، لا الغافلين، والحاضرين، لا الناسين.. فهل يمكن أن تعتبر ذلك
الغافل الذي لا يعرف ربه، ولا يذكره، ولا يتذكره في أي محل مؤمنا.. نعم هو مؤمن
ظاهرا، لكن باطنه يغطي الله بحجب كثيرة تحول بينه وبين معرفته أو التواصل معه.
هذه ـ أيها المريد الصادق ـ
الأدوية الكبرى لمرض الغفلة، وهناك أدوية كثيرة سأذكرها لك في سائر رسائلي، لذلك..
ليس عليك سوى استعمالها، وسترى كيف تنقشع الغفلة عن قلبك، وفي أقرب وقت، ليصبح
مرآة تتجلى عليها كل حقائق الوجود بصورتها الجميلة الناصعة.. وستندم حينها على كل
لحظة كنت فيها بعيدا عن تلك المشاهد التي لا يوجد ما هو أجمل منها.