اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 224
السّفينة وقد سقطت حيلته بعد أن
أعماه الغضب وأصمّه، ويظهر ذلك على أعضائه وكلامه وفعاله) ([269])
ثم ذكر أنه (لو رأى الغضبان في
حالة غضبه قبح صورته لسكن غضبه حياء من قبح صورته واستحالة خلقته، وقبح الباطن
أعظم من قبح الظّاهر فإنّ الظّاهر عنوان الباطن)
ثم ذكر الثمار المرة التي ينتجها
الغضب، فقال: (وإنّما قبحت صورة الباطن أوّلا ثمّ انتشر قبحها إلى الظّاهر ثانيا،
وأمّا في اللّسان فأثره بالشّتم والفحش الّذي يستحي منه قائله عند سكون الغضب فضلا
عن تخبّط النّظم واضطراب اللّفظ، وأمّا أثره على الأعضاء فالضّرب والتّهجّم والتّمزيق
والقتل للمغضوب عليه وإذا فلت منه بسبب عجز أو غيره فقد يرجع إلى صاحبه فربّما مزّق
ثوب نفسه أو لطم وجهه وربّما ضرب بيده على الأرض. وأمّا أثره في القلب على المغضوب
عليه فالحقد والحسد واضحا والسّوء والشّماتة بالمساءات)([270])
ولهذا قال الإمام الصادق: (الغضب ممحقة
لقلب الحكيم)، وقال: (من لم يملك غضبه لم يملك عقله)([271])
وقال بعض الحكماء لابنه: (يا بنيّ
لا يثبت العقل عند الغضب كما لا تثبت روح الحيّ في التّنانير المسجورة، فأقلّ النّاس
غضبا أعقلهم، فإن كان لدنيا كان دهاء ومكرا وإن كان للآخرة كان حلما وعلما، فقد
قيل: الغضب عدوّ العقل والغضب غول العقل)([272])
ولذلك لا تلتفت لأولئك الذين
يبررون لأنفسهم سرعة غضبهم، ويعتبرونه جبلة