اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 223
يؤتى إليه قطّ حتّى تنتهك حرمات
الله فينتقم لله) ([266])
ولهذا؛ فإن تعديل الغضب يقتضي
القدرة على التحكم فيه، حتى يصرف في محاله الصحيحة، وحتى لا يكون وبالا على صاحبه،
وقد ورد في الحديث أن
ذلك الرجل الذي قال له رسول الله a في وصيته: (لا تغضب)، قال: (ففكّرت حين قال النّبيّ a ما قال، فإذا الغضب يجمع الشّرّ كلّه)([267])
إذا عرفت هذا ـ أيها المريد
الصادق ـ فاسمع لما أورده لك من الأدوية التي تجعلك تتحكم في غضبك؛ فتحركه متى
تشاء، وتوقفه متى تشاء.. لتكون أنت ملك نفسك، وليس الشيطان الذي يراقب انفعالاتك
وأهواءك لينحرف بك من خلالها.
العلاج المعرفي:
أول علاج تنطلق منه ـ أيها المريد
الصادق ـ لإصلاح غضبك وتوجيهه الوجهة الشرعية المتناسبة مع الفطرة السليمة هي أن
تعلم مضار الغضب، وخطورته عليك، وعلى شخصيتك، ونفسك، وحياتك في الدنيا والآخرة.. مثلما
تفعل تماما مع الأغذية التي ترى خطرها؛ فتسرع لتحرم نفسك منها خشية أن تحرمك من
الحياة، أو من بعض ملذاتها.
وقد قال الإمام الصادق معبرا عن
الثمار التي ينتجها الغضب: (الغضب مفتاح كلّ شرّ)([268])
وشبه بعض الحكماء حال الإنسان عند
الغضب بالسّفينة عند اضطراب الأمواج في لجّة البحر، (إذ في السّفينة من يحتال
لتسكينها وتدبيرها وسياستها أمّا القلب فهو صاحب