responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 222

ولولا الغضب لم تكن هناك تلك الغيرة الشرعية التي تجعل صاحبها يحافظ على عرضه، ولا يدعه عرضة للانتهاك، وقد ورد في الحديث قوله a: (أتعجبون من غيرة سعد، فوالله لأنا أغير منه، والله أغير منّي، من أجل غيرة الله حرّم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا شخص أغير من الله، ولا شخص أحبّ إليه العذر من الله، من أجل ذلك بعث الله المرسلين مبشّرين ومنذرين، ولا شخص أحبّ إليه المدحة من الله، من أجل ذلك وعد الله الجنّة)([264])

ولولا الغضب لم يتحرك المؤمن المحتسب لمواجهة المنكر.. ولهذا أثنى الإمام علي على أبي ذر الذي غضب في ذات الله على تلك التحريفات العظمية التي حصلت لدين الله، فقال مخاطبا له: (يا أبا ذر: إنك غضبت لله، فَارْجُ من غضبتَ له، إن القوم خافوك على دنياهم وخِفتَهُم على دينك، فاترك في أيديهم ما خافوك عليه واهرب بما خِفتَهم عليه، فما أحوجهم إلى ما منعتهم، وما أغناك عما منعوك، ولو أن السماوات والأرض كانتا على عبد رتقاً، ثم اتقى الله، لجعل له منهما مخرجاً، ولا يُؤنِسنّك ألا الحق، ولا يُوحِشنّك إلا الباطل، فلو قبلت دنياهم لأحبوك، ولو قرضت منها لأمّنوك) ([265])

لكن إياك ـ أيها المريد الصادق ـ أن تبرر لنفسك غضبها، وتذكر أثناء ذلك ما كان من غضب الأنبياء عليهم السلام؛ فقد كان غضبهم لله تعالى، ولم يكن لأنفسهم، وكان مضبوطا بضوابط الشريعة، لا بنوازع الهوى، وقد ورد في الحديث: (ما خيّر رسول الله a بين أمرين إلّا اختار أيسرهما، ما لم يأثم، فإذا كان الإثم كان أبعدهما منه، والله ما انتقم لنفسه في شيء


[264] البخاري [فتح الباري] 13 (7416)، ومسلم (1499)

[265] بحار الانوار 22/ 412.

اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 222
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست