responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 225

جبلوا عليها؛ فما كان الله ليجبل عباده على الشر، وإنما هم الذين مكنوا لغضبهم، وربوه، وحولوه إلى ملك يتحكم فيهم، ولو أنهم واجهوه وعالجوه، لما تمكن منهم.

ولولا ذلك لم يكن لوصية رسول الله a للرجل بالتحكم في غضبه أي معنى.. فرسول الله a يستحيل عليه أن ينهى عن شيء لا يطاق.

وروي أن النّبيّ a مرّ بقوم يصطرعون، فقال: ما هذا؟ قالوا: فلان، ما يصارع أحدا إلّا صرعه، قال: (أفلا أدلّكم على من هو أشدّ منه؟ رجل كلّمه رجل فكظم غيظه فغلبه وغلب شيطانه وغلب شيطان صاحبه) ([273])

ولهذا ورد في الحديث بيان فضل البشر بحسب تحكمهم في غضبهم، وقد قسمهم رسول الله a في ذلك إلى أربعة أصناف؛ فقال: (ألا إنّ بني آدم على طبقات شتّى، فمنهم بطيء الغضب سريع الفيء، ومنهم سريع الغضب سريع الفيء فتلك بتلك، ألا وإنّ منهم سريع الغضب بطيء الفيء، ألا وخيرهم بطيء الغضب سريع الفيء، ألا وشرّهم سريع الغضب بطيء الفيء)([274])

وهذا الحديث يدل على أن بإمكان الإنسان التحكم في غضبه، بحيث لا يغضب إلا في المواطن التي تستحق الغضب، وأنه بعد ذلك الغضب يمكنه أن يتحكم في مدته وكيفية التصرف فيه..

ومما يعينك على هذا ـ أيها المريد الصادق ـ معرفة أنواع الجزاء التي ينالها من يتحكمون في غضبهم، وأولها ما وصف به القرآن الكريم ذلك الجزاء العظيم الذي ينتظر المؤمنين الذين يغفرون عند غضبهم، والذي لا يساوي أمامه متاع الدنيا شيئا، قال تعالى:﴿ فَمَا


[273] رواه البزار (2/ 439) برقم (2053)

[274] الترمذي(2191) وقال: هذا حديث حسن صحيح.

اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 225
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست