اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 206
ومنها
تصنيف الذنوب إلى إثم وفواحش، ثم كبائر ولمم، كما في قوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْأِثْمِ
وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ
أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي
بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى﴾
(لنجم:32)
ومنها
تصنيف الذنوب إلى صنفي الإثم والعدوان، وقد ورد ذلك في خمسة مواضع من القرآن
الكريم، قال تعالى:
﴿ ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلاءِ
تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ
تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ (البقرة:85)، وقال: ﴿ وَتَعَاوَنُوا
عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾
(المائدة:2)، وقال:
﴿ وَتَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْأِثْمِ
وَالْعُدْوَانِ﴾ (المائدة:62)، وقال: ﴿ وَيَتَنَاجَوْنَ
بِالْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ ﴾ (المجادلة:8)، وقال: ﴿ يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلا تَتَنَاجَوْا بِالْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ
وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ﴾ (المجادلة:9)
وبما أنك
طلبت مني أن أحدثك عن هذا التصنيف الأخير؛ فسأقتصر في هذه الرسالة عليه، لأمرين:
أولهما طلبك العزيز علي، والذي لا أستطيع رفضه، وثانيهما لأن فهم هذا التقسيم
سيؤدي لا محالة إلى فهم سائر الأقسام، لأنها مستوعبة فيهما ببعض الوجوه، أو
بالكثير منها، ولهذا وقع الخلاف بين العلماء في التفريق بينهما بسبب ذلك.
ولعل أحسن
الأقوال في هذا، وأقربها للمعنى القرآني، هو ما اتفق عليه العلماء من تقسيم الذنوب
إلى قسمين: خاصة، ومتعدية.. ويقصدون بالخاصة تلك الذنوب التي يمارسها العبد بينه
وبين نفسه من غير أن يكون لها أي أثر خارجي، ويقصدون بالذنوب المتعدية تلك التي
يكون لها أثر خارجي، كما عبر عن ذلك بعضهم بقوله:(اعلم أنّ الذنوب تُقسم إلى ما بـين
العبد وبـين الله تعالى، وإلى ما يتعلق بحقوق العباد.. فما يتعلق بالعبد خاصة
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 206