responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 205

المعبر عنها بـ [ذات الصدور]

والتعقيب الثاني قوله: ﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الملك: 14]، وهو استفهام تقريري يؤكد تلك الحقيقة التي أشرنا إليها من أن الصانع هو الأعلم بالصنعة، وأنه المرجع فيها، وكيف لا يكون كذلك، وهو اللطيف الذي يعلم دقائق الأشياء، الخبير الذي يعلم تفاصيلها.

ولهذا، فإن تلك التقسيمات التي وردت في القرآن الكريم للذنوب، والتي سألتني عنها ـ أيها المريد الصادق ـ ليست تقسيمات اعتباطية، وإنما هي تقسيمات دقيقة ومهمة، ولها تأثيرها الكبير في التزكية، ولذلك يحتاج السالك إلى التعرف عليها.

وهي تشبه كثيرا ما يقوم به الأطباء من تقسيم الأمراض إلى أقسام كثيرة، حتى يعالجوا كل قسم بما يتناسب معه، ومع الخصوصيات التي يتميز بها عن سائر الأقسام.

ومن تلك التصنيفات التي أشرتَ إليها في رسالتك ما ورد في القرآن الكريم من تقسيم الذنوب إلى ذنوب ظاهرة وذنوب باطنة، كما في قوله تعالى: ﴿ وَذَرُوا ظَاهِرَ الْأِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْأِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ﴾ (الأنعام:120)، فقد قسم الذنوب في هذه الآية إلى ذنوب ظاهرة وذنوب باطنة، وأمر بترك جميعها، حتى لا يكتفي المريد بتزكية ظاهره أو باطنه أو العكس.

وقريب منه ما ورد في قوله تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ﴾ (لأعراف:33)

ومنها تصنيف الذنوب إلى كبائر وصغائر، كما أشار إلى ذلك قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْأِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ﴾ (الشورى:37)

 

 

اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 205
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست