اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 207
كترك الصلاة والصوم والواجبات
الخاصة به وما يتعلق بحقوق العباد كتركه الزكاة وقتله النفس وغصبه الأموال وشتمه
الأعراض وكل متناول من حق الغير، فإما نفس أو طرف أو مال أو عرض أو دين أو جاه،
وتناول الدين بالإغواء والدعاء إلى البدعة والترغيب في المعاصي وتهيـيج أسباب
الجرأة على الله تعالى كما يفعله بعض الوعاظ بتغليب جانب الرجاء على جانب الخوف)([248])
وقد أشار
إلى هذا التقسيم قوله تعالى: ﴿وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا
مَعَ أَثْقَالِهِمْ﴾ [العنكبوت: 13]، وهي تشير إلى أن العصاة يوم القيامة
لا يتحملون أعمالهم التي عملوها فقط، وإنما يتحملون أثقالا أخرى بسبب كونهم سببا
فيها.
ويشير
إليها كذلك قوله تعالى في الجمع بينهما: ﴿وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ
وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ﴾
[الأنعام: 26]، وهو يشير إلى مبلغ الحقد الذي بلغه المشركون الذين لم يكتفوا بأن
يرتكبوا الذنب الخاص الذي يتمثل في نأيهم ونفورهم عن رسول الله a ودينه، وإنما أضافوا إليه نهي غيرهم عنه.
وأشار
إليها ما ورد في الحديث من أن: (الدواوين عند الله عز وجل ثلاثة: ديوان لا يعبأ
الله به شيئاً، وديوان لا يترك الله منه شيئاً، وديوان لا يغفره الله، فأما
الديوان الذي لا يغفره الله: فالشرك بالله، قال الله عز وجل: ﴿إِنَّهُ مَنْ
يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ﴾ [المائدة:
72]، وأما الديوان الذي لا يعبأ الله به شيئاً، فظلم العبد نفسه فيما بينه وبين
ربه، من صوم يوم تركه أو صلاة تركها، فإن الله عز وجل يغفر ذلك ويتجاوز إن شاء،
وأما الديوان الذي لا يترك الله منه شيئاً: فظلم العباد بعضهم بعضاً، القصاص لا
محالة)([249])