responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 180

أجورهم شيءٌ، ومن سنَّ في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيءٌ) ([216])

ولهذا احذر ـ أيها المريد الصادق ـ أن تتهم غيرك بالرياء لكونه أظهر عمله؛ فما أدراك بنيته، فاكتف بنفسك وحسابها ودعك من الخلق، فالله ما أذن لك في أن تكشف علانيتهم، فكيف تأذن لنفسك بكشف سرائرهم؟

بل حتى لو وجدتهم ـ أيها المريد الصادق ـ يتحدثون عن أعمالهم الصالحة، ويذيعونها، فلا تقتد بهم في ذلك، فعمل السر أفضل من عمل العلانية، ولكن مع ذلك التمس لهم الأعذار، فلعلهم يقصدون من ذلك توجيه غيرهم أو تربيته، أو لعلهم يرون ذلك من التحدث بالنعمة، كما قال تعالى: ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾ [الضحى: 11]

وإياك ـ أيها المريد الصادق ـ بعد كل هذا أن تتوقف عن العمل خشية الرياء؛ فذلك ما يريده الشيطان منك.. فأقدم على أعمالك التي هممت بها، واسأل ربك أن يرزقك الإخلاص فيها، واعتذر له من أي شوب أو شرك أو رياء دخل إليها.

واعلم ـ أيها المريد الصادق ـ أن الرياء قد يتخفى في صور دقيقة.. فاحذر منها جميعا، فكلها شرك.. فليس الرياء أن تقصد بأعمالك الخلق وحدهم، وتعطيهم كل همتك.. فذلك وإن كان أغلظ أنواع الرياء وأخطرها إلا أنه ليس متوقفا عليه.

فمن الرياء أن تقصد ثواب الله تعالى، وتقصد معه ثواب الخلق.. فتحب أن يروك، ويثنوا عليك، وإن قصروا في ذلك تألمت.. أو رحت تذيع عليهم ما عملته سرا مما لم يروه، فتحبط عملك بذلك، أو تخرجه من عمل السر إلى عمل العلانية، فتضيع لك أجور عظيمة بسبب ذلك.

وقد روي عن الإمام الكاظم في هذا قوله: (الإبقاء على العمل أشدّ من العمل)،


[216] مسلم (1017) (69) [4/2060]

اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 180
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست