اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 178
الفرائض التي يشترك فيها الناس جميعا.
وقد قال بعضهم مبينا تأثير ذلك في دفع الرياء: (دفع الرّياء
يستلزم من المرء أن يعوّد نفسه إخفاء العبادات، وإغلاق الأبواب دونها، كما تغلق
الأبواب دون الفواحش، حتّى يقنع قلبه بعلم الله ولا تنازعه نفسه بطلب علم غير الله
به، وهذا وإن كان يشقّ في البداية إلّا أنّه يهون بالصّبر عليه وبتواصل ألطاف الله
عزّ وجلّ وما يمدّ به عباده من التأييد والتّسديد)
واحذر ـ أيها المريد الصادق ـ من أن يستفزك الشيطان عن نفسك،
ويدعوك إلى إظهار المعاصي وتعمد ارتكابها بين الناس ولو من غير قصد لها، حتى تبعد
عنك الرياء والسمعة، فما جعل الله دواء عباده فيما حرم عليهم، ومن فعله من أولئك
الذين يدعون أنفسهم ملامتية، فقد ابتعدوا عن شريعة ربهم بذلك، وحكموا أهواءهم، وما
كان الله ليهدي من ابتعد عن سنة نبيه a وأئمة
الهدى، وراح يحكم هواه.
بل إن الواجب عليك ـ أيها المريد الصادق ـ في حال وقوعك في أي
مخالفة شرعية أن تسترها وتكتمها، لا حفظا لسمعتك؛ فتكون مرائيا بذلك، وإنما حفظا
لدين ربك، وخشية من إشاعة الفاحشة بين المؤمنين، وحذرا من أن تكون من الذين قال
فيهم رسول الله a: (من سن
في الإسلام سنة حسنة، فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم
شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص
من أوزارهم شيء) ([215])
وهذا الحديث يرشدك إلى أنه ـ في سبيل نشرك للخير ودعوتك إليه
ـ يمكنك أن تظهره وتعلنه، لا لأجلك، وإنما لأجل أن يقتدى بك، كما ورد الإذن بذلك
في قوله تعالى: