responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 149

كذا وكذا إن كان يرى أنه كذلك وحسيبه الله، ولا يزكى على الله أحد) ([168])

ولهذا ورد في السنة المطهرة ذكر عقوبة المتملقين الذين يكثرون المدح ويبالغون فيه، وخاصة إن كان عن طمع، وذلك بأن يحثى على وجوههم التراب، فقد قال a: (إذا رأيتم المداحين، فاحثوا في وجوههم التراب) ([169])

وقد جمع رسول الله a كل هذه المعاني في دعائه الذي علمنا إياه عند سماعنا للمدح، حيث علمنا أن نقول: (اللهم لا تؤاخذني بما يقولون، واغفر لي مالا يعلمون، واجعلني خيراً مما يظنون) ([170])

ففي هذا الدعاء دعوة لثلاث معارف مرتبطة بعلاج حب المدح:

أولها: الدعوة إلى عدم اعتبار ما يقولون في حال عدم صدقه، وذلك أخطر ما ينتجه المديح من ثمار، ذلك أن الممدوح قد يتوهم أنه حقيق بتلك الصفات مع خلوه عنها، كما قال تعالى: ﴿لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [آل عمران: 188]

ثانيها: تذكر الذنوب التي لم يلتفت لها المادحون، وفي ذلك نفي للعجب الذي يسببه المدح.

ثالثها: السعي لأن يتصف بما هو أعظم من الأوصاف التي وصف بها، وفي ذلك نفي للغرور والكسل الذي يسببه المدح.

العلاج السلوكي:


[168] البخاري 8/ 22 (6061)، ومسلم 8/ 227 (3000) (65)

[169] مسلم 8/ 228 (3002) (69)

[170] البخاري في الأدب المفرد برقم 761، والبيهقي في شعب الإيمان 4/ 228.

اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 149
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست