responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 148

تعرف، وما عليك ألا يثنى عليك، وما عليك أن تكون مذموما عند الناس إن كنت محموداً عند الله) ([163])

ووعظ آخر بعض الخلفاء، فقال: (يا أمير المؤمنين إن أقواماً غرَّهم سترُ الله عز وجل، وفتنَهم حسنُ الثناء، فلا يغلبنَّ جهلُ غيرِك بك علمَك بنفسك، أعاذنا الله وإياك أن نكون بالستر مغرورين، وبثناء الناس مسرورين، وعن ما افترض الله متخلفين مقصّرين، وإلى الأهواء مائلين) ([164])

وقيل لبعض العقلاء: (ما أحسن ثناء الناس عليك؟)، فقال: (بلاء الله عندي أحسن من مدح المادحين وإن أحسنوا، وذنوبي أكثر من ذم الذامين وإن أكثروا، فيا أسفي فيما فرطت ويا سوأتا فيما قدمت) ([165])

وقال بعض الصالحين: (إذا قيل لك: نعم الرّجل أنت، فكان أحبّ إليك من أن يقال لك: بئس الرّجل أنت، فأنت والله بئس الرّجل) ([166])

ولهذا كله اعتبر رسول الله a حب المدح وتأثيره في الممدوح مهلكا من المهلكات، فقال ـ عند سماعه لرجل يثني على آخر، ويبالغ في الثناء عليه: (أهلكتم ـ أو قطعتم ـ ظهر الرجل) ([167])

وفي حديث آخر روي أن رجلا ذكر عند النبي a، فأثنى عليه رجل خيرا، فقال النبي a: (ويحك! قطعت عنق صاحبك.. إن كان أحدكم مادحا لا محالة فليقل: أحسب


[163] حلية الأولياء (8/90)

[164] حلية الأولياء (8/18)

[165] شعب الإيمان (4/228)

[166] المحجة البيضاء في تهذيب الإحياء، ج‌6، ص: 133.

[167] البخاري 3/ 231 (2663)، ومسلم 8/ 228 (3001) (67)

اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 148
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست