responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 147

ِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا الله إِنَّ الله خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ&﴾ [المائدة: 8]

بل إنه يدعونا إلى الوقوف مع الحق، ولو في مواجهة أنفسنا وأقرب المقربين إلينا، فيقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَالله أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ الله كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾ [النساء: 135]

ولذلك كان التفاتك للمدح والذم أثره البالغ فيك وفي مواقفك التي قد تحاسب عليها عند ربك.. ذلك أنك لم تتعامل مع الحقائق بصدق وموضوعية، وإنما أدخلت فيها ذاتك، وجعلتها المعيار الذي تحدد به الصواب من الخطأ، والحق من الباطل.

ولذلك؛ فإن الصدق والعدل يدعوك ـ أيها المريد الصادق ـ إلى عدم الالتفات لما يقوله المادحون أو الذامون، فهم مهما عرفوك لن تبلغ معرفتهم بك معرفتك بنفسك..

فإن مدحوك بالكرم، وأنت بخيل، أو بالصدق وأنت كاذب، أو بالوفاء وأنت غادر.. لم يجدك ذلك عند ربك، فربك لا يسمع لما قالوا، وإنما ينظر إلى نفسك التي هي بين يديه مثل الصفحة التي كتب عليها كل شيء.. فلذلك لا تغرنك تلك الكلمات التي قيلت فيك.

وهكذا، إن ذموك بشيء ليس فيك.. فالله أكرم من أن يسمع لدعاواهم، فلذلك لا تشغل نفسك كثيرا بالرد عليهم، لأن الكذب والبهتان لن يقلب الحق باطلا، ولا الخير شرا.

لذلك كان انشغالك بنفسك، وبما تعرفه منها، أجدى لك من الاستماع لغيرك.. فكلمات غيرك ومواقفهم لن تفيدك سلبا، ولا إيجابا.. ما دمت تريد الحق والحقيقة، لا الوهم والسراب، وقد قال بعض الصالحين في ذلك: (علامة الزهد في الدنيا وفي الناس، أن لا تحب ثناء الناس عليك، ولا تبالي بمذمتهم، وإن قدرت ألا تعرف فافعل، ولا عليك ألا

اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 147
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست