responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 145

 

~/td~

 

~/td~

 

~/td~
وأسود مشفرة نصفه ***   *** يقال له أنت بدر الدجى
فما كان ذلك مدحا له ***   *** ولكنه هجو الورى
ومن جهلت نفسه قدره ***   *** رأى غيره منه مالا يرى

هذا مجرد مثال ـ أيها المريد الصادق ـ عن تقلب القلوب بالمدح والهجاء، ولعلك قرأت ما ورد في السيرة النبوية المطهرة عن عبد الله بن سلام، فقد روي أنه بعد إسلامه خرج إلى رسول الله a، فقال: (يا رسول الله، إن اليهود قد علمت أني سيدهم وابن سيدهم، وأعلمهم وابن أعلمهم، وأنهم قوم بهت، وأنهم إن يعلموا بإسلامي قبل أن تسألهم عني بهتوني، وقالوا في ما ليس في، فأحب أن تدخلني بعض بيوتك)، فأدخله رسول الله a بعض بيوته، وأرسل إلى اليهود فدخلوا عليه، فقال: (أي رجل فيكم الحصين بن سلام؟) قالوا: (خيرنا وابن خيرنا وسيدنا وابن سيدنا وأعلمنا وابن أعلمنا)، فقال: (أرأيتم إن أسلم)، قالوا: (أعاذه الله من ذلك)، فقال a: (يا ابن سلام اخرج إليهم)، فخرج عبد الله فقال: (أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله، يا معشر يهود اتقوا الله واقبلوا ما جاءكم به، فوالله إنكم لتعلمون أنه لرسول الله حقا، تجدونه مكتوبا عندكم في التوراة: اسمه وصفته، فإني أشهد أنه رسول الله وأؤمن به وأصدقه وأعرفه)، قالوا: (كذبت أنت شرنا وابن شرنا)، وانتقصوه، فقال عبد الله: (هذا الذي كنت أخاف يا رسول الله، ألم أخبرك أنهم قوم بهت، أهل غدر وكذب وفجور؟)([162])

وقد عبر الشاعر عن هذا الواقع المؤلم للبشر، ودعا إلى عدم الركون إلى مدحهم وذمهم، فقال:

وما أحد من ألسن الناس سالما ***   *** ولو أنه ذاك النبي المطهر

[162] رواه البيهقي.

اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 145
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست