responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 144

وهكذا راح يصف كافورا بكونه أبا المسك، وأنه شمس منيرة سوداء، وأنه الأكثر تجربة بين الملوك، وأنه الأستاذ الكريم الشجاع.. وأن على الملوك تبديل بياض وجهها بلون كافور الأسود، ويقول له:

كرم في شجاعة وذكاء ***   *** في بهاء وقدرة في وفاء
من لبيض الملوك أن تبدل اللون ***   *** بلون الأستاذ والسحناء

ويقول في قصيدة أخرى:

ومن مثل كافور إذا الخيل أحجمت ***   *** وكان قليلا من يقول لها أقدمي
شديد ثبات الطرف والنقع واصل ***   *** إلى لهوات الفارس المتلثم
فلو لم تكن في مصر ما سرت نحوها ***   *** بقلب المشوق المستهام المتيم
رضيت بما ترضى لي محبة ***   *** وقدت إليك النفس قود المسلم
ومثلك من كان الوسيط فؤاده ***   *** فكلمة عنى ولم أتكلم

لكنه ما لبث أن راح يهجوه بأبشع هجاء وأقذعه، حتى نسي الناس كل أشعار مدحه له، ولم يعودوا يذكرون إلا قوله له:

العبد ليس لحر صالح بأخ ***   *** لو أنه في ثياب الحر مولود
لا تشتر العبد إلا والعصا معه ***   *** إن العبيد لأنجاس مناكيد
نامت نواطير مصر عن ثعالبها ***   *** فقد بشمن وما تفنى العناقيد
ما كنت أحسبني أحيا إلى زمن ***   *** يسيء بي فيه عبد وهو محمود

بل إنه لم يكتف بهجاء كافور حاكم مصر وحده، وإنما راح يهجو المصريين جميعا بسبب عدم ثورتهم عليه، ويقول لهم:

وماذا بمصر من المضحكات ***   *** ولكنه ضحك كالبكا
بها نبطي من أهل السواد ***   *** يدرس أنساب أهل الفلا
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 144
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست