اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 134
رأيت الرجل يحب أن يحبه الناس
كلهم ويكره أن يذكره أحد بسوء فاعلم أنه منافق، فهذا داخل في وصف الله تعالى
المنافقين بقوله تعالى: ﴿سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ
يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ﴾ [النساء: 91]، ثم قال بعدها: ﴿كُلَّ
مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا﴾ [النساء: 91])
ولهذا أخبر رسول الله a عن خطور حب الجاه على الدين،
فقال: (ما ذئبان ضاريان أرسلا في زريبة غنم بأكثر فسادا من حبّ الجاه والمال
والشرف في دين الرّجل المسلم)([143]).
بل إنه a في حديث آخر بين أن الهلاك وفساد الأديان لم يرتبط بحب المال فقط،
وإنما ارتبط معه بحب الجاه، فقد قال a: (إنما هلك الناس باتّباع الهوى وحبّ الثناء)، وفي رواية: (حب
الثناء من الناس يعمي ويصم)([144])
وهكذا ورد عن أئمة الهدى التحذير
من أولئك الذين قد تحولهم الشهرة والرئاسة والجاه إلى عبيد عند الخلق، يداهنونهم،
ويرضونهم، ولو بسخط الله، فقد قال الإمام الصادق: (إيّاكم وهؤلاء الرّؤساء الّذين
يترأسون فو الله ما خفقت النعال خلف رجل إلّا هلّك وأهلك)([145]).
وفي حديث آخر ذكر ما هو أخطر من
ذلك، فقال: (ملعون من ترأّس، ملعون من همّ بها، ملعون من حدّث بها نفسه)([146])،
وقال: (من أراد الرّئاسة هلك)([147])
وأوصى الإمام الكاظم بعض مريديه
وتلاميذه، فقال: (ويحك يا أبا الرّبيع لا تطلبن