responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 133

العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر) ([139])

ولا ألومك ـ كذلك ـ على ذلك الفرح الذي قابلت به استقبالهم، والبشر الذي أبديته لهم؛ فما كان لك أن تعبس في وجوههم، ولا أن تقابل إكرامهم بالجفاء والغلظة والقسوة، وقد قال رسول الله a: (تبسمك في وجه أخيك صدقة) ([140])

لكن الذي ألومك عليه، أو أحذرك منه أن يتحول ذلك التكريم الذي حظيت به إلى مثلب من مثالب النفس الأمارة، يجعلك تشعر بأنك حقيق بذلك الاحترام والتقدير، وأن عليهم أن يفعلوا ذلك بك، وإن قصروا لمتهم، لأنك حينذاك تقع فيما حذرت منه النصوص المقدسة من حب الجاه والسمعة، كما ورد في الحديث عن رسول الله a أنه قال: (بحسب المرء من الشرّ إلّا من عصمه الله من السوء أن يشير الناس إليه بالأصابع في دينه ودنياه، إن الله لا ينظر إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم وإلى أعمالكم) ([141])

وذكر a خطورة ذلك على القلب، ودوره في تنمية بذور النفاق فيه، فقال: (حبّ الجاه والمال ينبتان النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل)([142]).. وصدق رسول الله a في ذلك، ذلك أن مثل ذلك التكريم الذي يحظى به صاحب الجاه قد يجعله يتوانى في النصيحة، أو يقصر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إرضاء لمن يكرمونه ويثنون عليه، وذلك ما قد يجعله يحسن لهم سيئاتهم، وهو النفاق بعينه، وقد أشار بعض الصالحين إلى ذلك، فقال: (إذا


[139] أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والبيهقي.

[140] البخاري في الأدب والترمذي وابن حبان.

[141] رواه الطبراني في الأوسط والبيهقي في الشعب.

[142] قال العراقي في تخريج أحاديث [إحياء علوم الدين (3/ 159)]: رواه أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس من حديث أبي هريرة بسند ضعيف إلا أنه قال حب الغناء وقال العشب مكان البقل.

اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 133
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست