responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 127

ليلة أسري بي مكتوباً على باب الجنة الصدقة بعشر أمثالها والقرض بثمانية عشر) فقلت لجبريل: (ما بال القرض أفضل من الصدقة؟) قال: (لأن السائل يسأل وعنده شيء، والمستقرض لا يستقرض إلا من حاجة)([125])

ولهذا ورد النهي الشديد عن كنز المال وادخاره، وعدم الاستفادة منه، أو ترك الغير ليستفيد منه، لأن ذلك يجعل من المال مقصودا لذاته، لا وسيلة لغيره، وقد ورد في الحديث أن رجلا من أهل الصفة مات، فوجد في بردته دينار، فقال رسول الله a: (كية)، ثم مات آخر فوجد له ديناران، فقال رسول الله a: (كيتان) ([126])

وإياك ـ أيها المريد الصادق ـ أن تفعل مثلما فعل ذلك الذي أراد أن يخرج حب المال من قلبه، فراح يرميه في النهر، كما حدث عن ذلك بعضهم، فقال: دخلت على الشبلي، فقال مفتونا يا أحمد، فقلت: ما الخبر؟ قال: كنت جالسا فجرى بخاطري أنك بخيل: فقلت: ما أنا بخيل؛ فعاد منى خاطري، وقال: بل أنت بخيل، فقلت: ما فتح اليوم علي بشي‌ء إلا دفعته إلى أول فقير يلقاني.. فما استتم الخاطر حتى دخل علي صاحب المؤنس الخادم، ومعه خمسون دينارا، فقال: اجعلها في مصالحك؛ فقمت فأخذتها وخرجت. وإذا بفقير مكفوف بين يدي مزين يحلق رأسه، فتقدمت إليه، وناولته الدنانير، فقال: أعطها المزين، فقلت: إن جملتها كذا وكذا، قال: أو ليس قد قلنا لك إنك بخيل؟ قال: فناولتها المزين، فقال المزين: قد عقدنا لما جلس هذا الفقير بين أيدينا أن لا نأخذ عليه أجرا.. فرميت بها في دجلة، وقلت ما أعزك أحد إلا أذله الله عز وجل([127]).


[125] رواه الطبراني في الكبير..

[126] رواه الطبري.

[127] إحياء علوم الدين (3/ 25)

اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 127
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست