اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 125
[النساء: 10]
وغيرها من الآيات الكريمة التي
تعطي صورة أخرى للمال، غير تلك الصورة التي يراه بها المتثاقلون إلى الأرض، فهي
تصوره بكونه عبارة عن صفائح محماة تكوى بها الجباه والجنوب والظهور، أو نيران تغلي
بها البطون، أو انتكاسة تخسف بصاحبها، فيتحول من الحرية التي وهبها الله له إلى
العبودية التي ارتضاها لنفسه.
وفي مقابل هذه الصورة ذلك المال
الذي عرف صاحبه كيف يتعامل معه، فلم يكسبه إلا من حله، ولم يصرفه إلا في محله، ولم
يملأ به قلبه، ولم يشغل به نفسه؛ فهو يتحول إلى نعمة لصاحبه، ووسيلة إلى رضوان
ربه، كما قال تعالى عن المنفقين في سبيل الله: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ
يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ الله كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ
سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَالله يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ
وَالله وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ
الله ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ
عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾
[البقرة: 261، 262]