اسم الکتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 71
العوام، وليردوا
به على الشيعة، فإن أنكر عليهم أحد، بادروه بما يذكرونه من توهين الحاكم وتضعيفه.
مع العلم أن
الذهبي نفسه ـ مع تشدده في الرجال ـ قال بصحة السند، لكنه تعجب من المتن، فقد قال في
تلخيص المستدرك: (صحيح منكر المتن فإن رقية ماتت وقت بدر وأبو هريرة أسلم وقت خيبر) [1]
لكنه لم يجرؤ ـ
بسبب تلك القواعد التي وضعوها حول عدالة الصحابة ـ أن يتهم فيه أبا هريرة بالكذب..
ولو أن غيره من قال ذلك لاعتبروه كذابا وضاعا.
ومن تلك
الأحاديث ما رواه في سهو النبي a،
حيث روي عنه أنه قال: (بينما أنا أصلى صلاة الظهر، سلم رسول الله a من
ركعتين، فقام رجل من بني سليم، فقال: يا رسول الله، أقصرت الصلاة أم نسيت؟ فقال
رسول الله a: لم تقصر ولم أنسه، قال: يا
رسول الله، إنما صليت ركعتين، فقال رسول الله a:
أحق ما يقول ذو اليدين؟ قالوا: نعم، قال: فقام فصلى بهم ركعتين آخرتين) [2]
فهذا الحديث
برواياته الصحيحة المختلفة يشكل أكبر سند اتهام لأبي هريرة، لأنه ادعى حضور صلاة
كان فيها ذو اليدين مع رسول الله a،
مع أن ذا اليدين ـ باتفاق المؤرخين ـ استشهد ببدر قبل أن يسلم أبو هريرة بزمن طويل[3].
ومن تلك
الأحاديث ما رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة، أنه قال: (افتتحنا خيبر،
ولم نغنم ذهباً، ولا فضة، إنما غنمنا البقر، والإبل، والمتاع) [4]، مع أنه ـ
[2] رواه الحميدي (984) وابن أبي شيبة 2/37 (4510) وفي (4511)، وأحمد
2/386 (8998) وفي 2/423 (9458)، والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي 3/23، وفي
الكبرى 565 و1151.